بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة الكرام ، من لوازم المؤمن أنه ذو أخلاق ،
ذلك أن الأخلاق في تعريفها الدقيق : هي ضبط للسلوك ،
فالله عز وجل أودع في الإنسان الشهوات ، وسمح له أن يتحرك بها من دون قيد أو شرط ، لكن التشريع الحكيم ألزمه بحيز ينبغي ألا يتعداه ، الإنسان يستطيع أن يمارس أية شهوة أودعها الله فيه بشكل كامل ، إلا أن الشريعة الغراء سمحت له في علاقته بالمرأة بالزواج فقط ، وفي كسبه للمال بكسب المال الحلال ، وفي أية شهوة أودعت في الإنسان سمح له أن يمارسها ضمن قناة نظيفة ، هي التشريع الإلهي ، فكل إنسان أوقع حركته وفق النطاق الذي سمح الله به فهو ذو خُلق .
لذلك الأخلاق كسبية تقوم باختيار ، ثم بإرادة ، ثم بفعل ،
ذلك أن الأخلاق في تعريفها الدقيق : هي ضبط للسلوك ،
فالله عز وجل أودع في الإنسان الشهوات ، وسمح له أن يتحرك بها من دون قيد أو شرط ، لكن التشريع الحكيم ألزمه بحيز ينبغي ألا يتعداه ، الإنسان يستطيع أن يمارس أية شهوة أودعها الله فيه بشكل كامل ، إلا أن الشريعة الغراء سمحت له في علاقته بالمرأة بالزواج فقط ، وفي كسبه للمال بكسب المال الحلال ، وفي أية شهوة أودعت في الإنسان سمح له أن يمارسها ضمن قناة نظيفة ، هي التشريع الإلهي ، فكل إنسان أوقع حركته وفق النطاق الذي سمح الله به فهو ذو خُلق .
لذلك الأخلاق كسبية تقوم باختيار ، ثم بإرادة ، ثم بفعل ،
الآن النبي عليه الصلاة والسلام مع أنه كان قمةً في كل شيء
قال الله له في القرآن الكريم:
قال الله له في القرآن الكريم:
القرآن يتلى عليه مرةً فيحفظه ، كان أفصح العرب ، كان جميل الصورة ، فكل خصائصه التي تعينه على أداء الرسالة منحه الله إياها ، إنها وسائل الدعوة ، إلا أن الله حينما أثنى عليه أثنى على خُلقه فقط .
الأمر يتّضح تماماً كما لو أن ابناً طلب من أبيه قصراً ، وأبوه ملك ، فمنحه القصر ، طلب طائرة خاصة فمنحه طائرة خاصة ، طلب يختاً فمنحه اليخت ، لكن لا يعقل أن يكرم هذا الابن حينما يمنح يختاً أو طائرةً ، أما حينما يتفوق في دراسته ، وهي من كسبه يكرم ، لذلك كل أدوات الدعوة من فصاحة إلى ذاكرة قوية ، إلى حكمة إلى … هذه كلها من خصائص الدعوة ، وقد تفضل الله على النبي عليه الصلاة والسلام ، لكن حينما يمدح النبي صلى الله عليه وسلم يمدح بشيء من كسبه ، ألا وهو الخلق ، فالخصائص قد تكون وهبية ، بينما الخلق هو كسبي ،
قال تعالى في القرآن الكريم:
الأمر يتّضح تماماً كما لو أن ابناً طلب من أبيه قصراً ، وأبوه ملك ، فمنحه القصر ، طلب طائرة خاصة فمنحه طائرة خاصة ، طلب يختاً فمنحه اليخت ، لكن لا يعقل أن يكرم هذا الابن حينما يمنح يختاً أو طائرةً ، أما حينما يتفوق في دراسته ، وهي من كسبه يكرم ، لذلك كل أدوات الدعوة من فصاحة إلى ذاكرة قوية ، إلى حكمة إلى … هذه كلها من خصائص الدعوة ، وقد تفضل الله على النبي عليه الصلاة والسلام ، لكن حينما يمدح النبي صلى الله عليه وسلم يمدح بشيء من كسبه ، ألا وهو الخلق ، فالخصائص قد تكون وهبية ، بينما الخلق هو كسبي ،
قال تعالى في القرآن الكريم:
السيدة عائشة سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت :
لو قرأت القرآن الكريم كله ، أثنى الله على الصادقين وكان صادقاً ، أثنى على المتصدقين وكان متصدقاً ، أثنى الله على الصابرين وكان صابراً ، فما من صفة وردت في القرآن الكريم فاضلة إلا والنبي صلى الله عليه وسلم تمثلها قلباً وقالباً ، إذاً كانت أخلاقه القرآن .
وقال بعضهم :
وقال بعضهم :
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
كلمة ( خذ ) تعني شيئاً ثميناً ، أنت حينما تعفو عمن ظلمك ، وتعطي من حرمك ، وتصل من قطعك فأنت قد أخذت العفو ، عفوت عنه حينما قطعك فوصلته ، وعفوت عنه حينما حرمك فأعطيته ، وعفوت عنه حينما ظلمك فأنصفته.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
خذ العفو ، الآن الأوامر :
وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ
العرف ما تعرفه الفطر السليمة بداهةً ، لك فطرة سليمة أيها الإنسان ، إنك في أصل تركيبك ، وفي أصل جبلتك ، وفي أصل فطرتك تحب الصدق ، تحب الإنصاف ، تحب الرحمة ، الله عز وجل أمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يأخذ العفو ، ويأمر بالعرف ، يجب أن تأمر أيها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالقيم الأخلاقية التي فطر الإنسان عليها،
وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ
والناس يستجيبون أو لا يستجيبون ، يمدحون أو يذمون ، الإنسان المتفلت لا تعجبه مكارم الأخلاق، يحب أن يأخذ ما ليس له ، يحب أن يعتدي على أعراض الآخرين،
وثمة أحاديث نبوية كثيرة تبين أن أثمن شيء في الدين على الإطلاق حسن الخلق ،
عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ
فَقَالَ :
عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ
فَقَالَ :
مِن أوسع الكلمات دلالةً على مكارم الخلاق البر حسْن الخلق،
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
وعَنْ عَائِشَةَ رَحِمَهَا اللَّهُ قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
الإنسان صائم في النهار ، قائم في الليل ، يأتي الذي له أخلاق حسنة فيسبقه بهذه الأخلاق .
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
المراء المشاحنة ،
وإن سألتني : هل يمكن أن يضغط الدين كله بعد صحة الاعتقاد ؟ الجواب : حسن الخلق ،
هذا الأمر دعا بعض كبار العلماء أن يقول :
وإن سألتني : هل يمكن أن يضغط الدين كله بعد صحة الاعتقاد ؟ الجواب : حسن الخلق ،
هذا الأمر دعا بعض كبار العلماء أن يقول :
وعَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
وعَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق ، وإن الله تعالى ليبغض الفاحش البذيء ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
يعني شهوتا الطعام والجنس .
أيها الإخوة الكرام ، شيء دقيق ، هو أن كل خلق محمود مكتنف بخلقين ذميمين ، كل خلق محمود قبله خُلق مذموم ، وبعده خلق مذموم ، والفضيلة وسط بين طرفين ، الجود خلق محمود ، أما الإسراف فخلق مذموم ، البخل خلق مذموم ، يوجد إنفاق عشوائي طائش ، يوجد تبذير ، يوجد إسراف ، و يوجد تقتير ، والجود بينهما ، التهور خلق مذموم ، الجبن خلق مذموم ، بينهما الشجاعة ، ما من خلق محمود إلا وقبله وبعده خلقان مذمومان ، فالفضيلة وسط بين طرفين ، الطيش خلق مذموم ، التهيب خلق مذموم ، الحلم بينهما ، الأناة فضيلة ، عدم الحركة إطلاقاً رذيلة ، لا يتحرك إلى شيء من شدة حذره وخوفه وقلقه، يلغي عمله كله ، والتسرع خلق مذموم ، لو ذهبت إلى بنود الأخلاق كلها لا تجد خلقاً فاضلاً إلا ويكتنفه خلقان مذمومان ، لذلك قالوا :
أيها الإخوة الكرام ، صاحب الأخلاق الفضلى يسبق الصائم القائم ، وقد يصل إلى أعلى درجات الجنة ، طبعاً أقول : الأخلاق الفاضلة التي بنيت على إيمان ، أما هناك أخلاق تبنى على الذكاء ، هذه أخلاق أهل الدنيا ، تقتضي مصلحته أن يكون صادقاً ، تقتضي مصلحته أن يكون منصفاً .
قلت مرة : إن الأخلاق التي تلفت النظر عند بعض المجتمعات هي أخلاق أساسها الذكاء ، لأنهم يعبدون المال من دون الله فكانوا بهذه الأخلاق ، وإذا تضررت مصالحهم يصبحون وحوشاً ، أليس كذلك؟ كان الامتحان صعباً ، وسقطوا ، مادامت الأمور كلها لصالحهم فهم صادقون ، منصفون ، يعرفون قيمة الإنسان ، تقتضي مصلحتهم ذلك ، أما إذا مست مصالحهم ينقلبون إلى وحوش كاسرة ، لذلك يجب أن نفرق بين أخلاق الأذكياء وأخلاق العباد المؤمنين .
المؤمن خلقه أصيل ، لا يتأثر لا بإقبال الدنيا ، ولا بإدبارها ، لا بتحقيق مصالحه ، ولا بتعطل مصالحه ، لا بالغنى ولا بالفقر ، الخلق الإيماني خلق ثابت ، خلق أصيل ، بينما الخلق الشيطاني خلق مبني على الذكاء ، ومبني على تحقيق المصالح ، فإذا مست المصالح يصبح هذا الأخلاقي وحشاً كاسراً .
قلت مرة : إن الأخلاق التي تلفت النظر عند بعض المجتمعات هي أخلاق أساسها الذكاء ، لأنهم يعبدون المال من دون الله فكانوا بهذه الأخلاق ، وإذا تضررت مصالحهم يصبحون وحوشاً ، أليس كذلك؟ كان الامتحان صعباً ، وسقطوا ، مادامت الأمور كلها لصالحهم فهم صادقون ، منصفون ، يعرفون قيمة الإنسان ، تقتضي مصلحتهم ذلك ، أما إذا مست مصالحهم ينقلبون إلى وحوش كاسرة ، لذلك يجب أن نفرق بين أخلاق الأذكياء وأخلاق العباد المؤمنين .
المؤمن خلقه أصيل ، لا يتأثر لا بإقبال الدنيا ، ولا بإدبارها ، لا بتحقيق مصالحه ، ولا بتعطل مصالحه ، لا بالغنى ولا بالفقر ، الخلق الإيماني خلق ثابت ، خلق أصيل ، بينما الخلق الشيطاني خلق مبني على الذكاء ، ومبني على تحقيق المصالح ، فإذا مست المصالح يصبح هذا الأخلاقي وحشاً كاسراً .