بسم الله الرحمن الرحيم
العبادة علة وجودنا على وجه الأرض ، فلو أن طالباً سافر إلى بلد غربي لينال درجة الدكتوراه ليس له في هذا البلد من هدف إلا هذه الشهادة ، نقول له : إن علة وجودك في هذا البلد نيل الدكتوراه ، وأيّ شيء في هذا البلد يقربه من هدفه فهو مشروع ، وأي شيء يصرفه عن هذا الهدف فهو غير مشروع .
فإذا علمت أن العبادة علة وجودك على وجه الأرض ، وهذا هو الهدف الكبير ، إذاً يجب أن تختار من جزئيات حياتك ، ومن معطيات بيئتك ما له علاقة بهذا الهدف ، وهذا هو النجاح كل النجاح ، وهذا هو الفلاح كل الفلاح ، وهذا هو الفوز كل الفوز ، علة وجودك أن تعبد الله ، كما أن الطالب علة وجوده أن ينال هذه الدرجة .
حينما تتضح الأهداف تتضح الوسائل ، وإذا أبلغتكم مع الأسف الشديد أن سبعة وتسعين بالمئة من الشباب لا يعرفون أهدافهم إطلاقاً يعيش هكذا بحكم وجوده بحكم الصوارف والمغريات والدوافع ، لذلك لا شيء يعلو عن أن تعرف سر وجودك ، وغاية وجودك ، أو لا شيء يعلو عن أن تعرف عن علة وجودك، لقد أخبرنا القرآن الكريم بأن علة وجودنا أن نعبده ، الدليل ، ولولا الدليل لقال من شاء ما شاء ،
قال تعالى :
فإذا علمت أن العبادة علة وجودك على وجه الأرض ، وهذا هو الهدف الكبير ، إذاً يجب أن تختار من جزئيات حياتك ، ومن معطيات بيئتك ما له علاقة بهذا الهدف ، وهذا هو النجاح كل النجاح ، وهذا هو الفلاح كل الفلاح ، وهذا هو الفوز كل الفوز ، علة وجودك أن تعبد الله ، كما أن الطالب علة وجوده أن ينال هذه الدرجة .
حينما تتضح الأهداف تتضح الوسائل ، وإذا أبلغتكم مع الأسف الشديد أن سبعة وتسعين بالمئة من الشباب لا يعرفون أهدافهم إطلاقاً يعيش هكذا بحكم وجوده بحكم الصوارف والمغريات والدوافع ، لذلك لا شيء يعلو عن أن تعرف سر وجودك ، وغاية وجودك ، أو لا شيء يعلو عن أن تعرف عن علة وجودك، لقد أخبرنا القرآن الكريم بأن علة وجودنا أن نعبده ، الدليل ، ولولا الدليل لقال من شاء ما شاء ،
قال تعالى :
لكن كلمة عبادة قد تفهم فهماً ضيقاً جداً ، وهذه هي الطامة الكبرى ، وقد تفهم فهماً موسعاً جداً ، وهذه البطولة .
مثلاً : أي شيء يسير يسمى سيارة ،
قال تعالى :
مثلاً : أي شيء يسير يسمى سيارة ،
قال تعالى :
أيّ شيء يسير بالمفهوم الواسع لكلمة سيارة ، أيّ شيء يسير ، بالمفهوم الضيق المركبة التي تتحرك على عجلات بقوة من محرك انفجاري فيه وقود سائل ،
فإذا فهم الناس العبادة على أنها صلاة وصيام ، وحج وزكاة ، والنطق بالشهادة ، ليس غير ، ابتعدوا بُعد الأرض عن السماء عن فهم حقيقة دينهم ، لأن الإسلام كما قال عليه الصلاة والسلام :
فإذا فهم الناس العبادة على أنها صلاة وصيام ، وحج وزكاة ، والنطق بالشهادة ، ليس غير ، ابتعدوا بُعد الأرض عن السماء عن فهم حقيقة دينهم ، لأن الإسلام كما قال عليه الصلاة والسلام :
الإسلام شيء ، والأركان الخمس شيء آخر ، الأركان دعائم ، الإسلام بناء ، منهج ، مجموعة قيم أخلاقية ، منظومة مبادئ ، سلسلة أوامر ، مجموعة نواه ، هذا هو الإسلام ، الإسلام منهج تفصيلي .
وصدقوا أيها الإخوة ، ولا أبالغ إن قلت : إنه يقترب من خمسمئة ألف بند ؛ في كسب مالك ، في إنفاق مالك ، في زواجك ، في طلاقك ، في تربية أولادك ، في تعاملك مع الناس ، مع مَن هم أقوى منك، مع مَن هم أضعف منك ، مع مَن هم في مستواك ، في حلك ، في ترحالك ، في سفرك ، في حضرك ، في فقرك ، في غناك في حالة السلم في حالة الحرب منهج تفصيلي فكيف تم ضغط الدين إلى خمس والتي هي فقط العبادات شعائرية ؟
وصدقوا أيها الإخوة ، ولا أبالغ إن قلت : إنه يقترب من خمسمئة ألف بند ؛ في كسب مالك ، في إنفاق مالك ، في زواجك ، في طلاقك ، في تربية أولادك ، في تعاملك مع الناس ، مع مَن هم أقوى منك، مع مَن هم أضعف منك ، مع مَن هم في مستواك ، في حلك ، في ترحالك ، في سفرك ، في حضرك ، في فقرك ، في غناك في حالة السلم في حالة الحرب منهج تفصيلي فكيف تم ضغط الدين إلى خمس والتي هي فقط العبادات شعائرية ؟
كيف أصبح الإسلام ، هو الذي يصلي فقط ؟ هنا الطامة الكبرى ، ما لم نفهم العبادة فهماً موسعاً ، ما لم نفهمها منهجاً مفصلاً ، ما لم نفهمها فضلاً عن الشعائرية افعل ولا تفعل ، فنحن بعيدون عن حقيقة الدين ، بعض من يُسيئ يريدون أن يحصروا الدين في مكان العبادة فقط ، أنت داخل مكان العبادة مسلم ، لكنك خارجه تأكل وتشرب ، وتلتقي وتحتفل ، وتمارس كل الشهوات ، وتقيم كل الحفلات التي ترضي والتي لا ترضي،
الحقيقة هي خلاف ذلك , أنت في المسجد تأخذ تعليمات الصانع ، وأنت في المسجد تقبض الثمن ، إن حضرت مجلس علم ، أن تتلقى تعليمات الصانع ، أما إذا دخلت لتصلي يتجلى الله عليك في المسجد، فيمنحك الرضا ، يمنحك الحكمة ، يمنحك القرب ، يمنحك السعادة ، يمنحك الأمن ، المسجد لتلقي التعليمات، والمسجد لقطف الثمرة ، دينك في مكتبك ، دينك في عيادتك ، دينك في غرفة العمليات ، دينك في مكتب المحامي ، دينك في زراعة الأرض ، هل تستخدم الهرمونات المسرطنة ؟ دينك في وظيفتك ، هل تضع العصي في العجلات أمام المواطنين لتبتز أموالهم ، أم تقدم لهم خدمة ، وهم دافعوا الضرائب ، دينك في عملك ، دينك في بيتك ، دينك في حفلاتك ، دينك في كسب مالك ، دينك في إنفاق مالك ، الدين النصيحة، الطامة الكبرى أن نفهم العبادة مفهوماً ضيقاً ، أن نقصرها على الصلاة والصيام .
النبي عليه الصلاة والسلام سأل أصحابه الكرام
الحقيقة هي خلاف ذلك , أنت في المسجد تأخذ تعليمات الصانع ، وأنت في المسجد تقبض الثمن ، إن حضرت مجلس علم ، أن تتلقى تعليمات الصانع ، أما إذا دخلت لتصلي يتجلى الله عليك في المسجد، فيمنحك الرضا ، يمنحك الحكمة ، يمنحك القرب ، يمنحك السعادة ، يمنحك الأمن ، المسجد لتلقي التعليمات، والمسجد لقطف الثمرة ، دينك في مكتبك ، دينك في عيادتك ، دينك في غرفة العمليات ، دينك في مكتب المحامي ، دينك في زراعة الأرض ، هل تستخدم الهرمونات المسرطنة ؟ دينك في وظيفتك ، هل تضع العصي في العجلات أمام المواطنين لتبتز أموالهم ، أم تقدم لهم خدمة ، وهم دافعوا الضرائب ، دينك في عملك ، دينك في بيتك ، دينك في حفلاتك ، دينك في كسب مالك ، دينك في إنفاق مالك ، الدين النصيحة، الطامة الكبرى أن نفهم العبادة مفهوماً ضيقاً ، أن نقصرها على الصلاة والصيام .
النبي عليه الصلاة والسلام سأل أصحابه الكرام
قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لَا لَهُ دِرْهَمَ وَلَا دِينَارَ وَلَا مَتَاعَ ،
قَالَ : الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ يَأْتِي بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ ، فَطُرِحَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ .
أيها الإخوة ، علة وجودك في الدنيا العبادة ، علة وجودك في الدنيا أن تعرف الله ، وأن تعرف منهجه ، بل أن تعرف الله معرفة تدفعك إلى تطبيق أمره ، وأن تعرف الآخرة معرفة تمنعك مِن أن تؤذي مخلوقاً كائناً من كان ، وأن تبتغي فيما آتاك الله الدار الآخرة ، أن توظف مالك وعملك ، ووقتك وخبرتك ، وقدراتك ومهاراتك في سبيل الله عز وجل .
العبادة مفهوم واسع جداً.
العبادة مفهوم واسع جداً.
أيها الإخوة الكرام ، من التعاريف الجامعة المانعة للعبادة أنها:
طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تفضي إلى سعادة أبدية،
طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تفضي إلى سعادة أبدية،
طاعة ، فالذي لا يطيع الله لا يعبده ، بشكل مختصر العبادة الطاعة .
نحن في حياتنا ليس هناك إعجاب سلبي في الإسلام ، ما شاء الله دين رائع ، دين حضاري ، دين الفطرة ، لكنك لا تطبقه .
أحب شاب فتاة في بلاد الغرب ، فاستأذن والده بالزواج منها ، فأقام عليه الدنيا ، وتوعده أن يتبرأ منه ، ماذا يفعل ؟ بعد شهر عرض عليه شيئاً ، يا أبت ، لو أنها أسلمت فجاء الجواب إيجابياً ، قال له : لا مانع ، اختل توازن هذا الشاب من الفرح ، فانطلق إلى المكتبة ، واشترى لها كتباً باللغة الإنكليزية لتقرأها ، وتستوعب الإسلام كي تسلم ، ثم يوافق أبوه على الزواج منها ، أعطاها الكتب ، لكنها ذكية جداً، طلبت منه إجازة أربعة أشهر كي تقرأ الكتب بهدوء ، وبعيداً عن ضغوطاته وعن تمنياته ، ومرت عليه هذه الإجازة كأربع سنوات ، عدّ الوقت بالدقائق والثواني ، فلما انقضت هذه الأشهر الأربعة اتصل بها ، وسمع منها كلمة اختل لها توازنه فرحاً ، قالت له : لقد أسلمت ، إذاً : حقق الهدف ، لكنها قالت كلمة ثانية، قالت : ولكنني لن أتزوجك ، لأنك بحسب ما قرأت لست مسلماً عليك أن تُصبح مسلماً حقاً كي أتزوجك .
قال تعالى :
نحن في حياتنا ليس هناك إعجاب سلبي في الإسلام ، ما شاء الله دين رائع ، دين حضاري ، دين الفطرة ، لكنك لا تطبقه .
أحب شاب فتاة في بلاد الغرب ، فاستأذن والده بالزواج منها ، فأقام عليه الدنيا ، وتوعده أن يتبرأ منه ، ماذا يفعل ؟ بعد شهر عرض عليه شيئاً ، يا أبت ، لو أنها أسلمت فجاء الجواب إيجابياً ، قال له : لا مانع ، اختل توازن هذا الشاب من الفرح ، فانطلق إلى المكتبة ، واشترى لها كتباً باللغة الإنكليزية لتقرأها ، وتستوعب الإسلام كي تسلم ، ثم يوافق أبوه على الزواج منها ، أعطاها الكتب ، لكنها ذكية جداً، طلبت منه إجازة أربعة أشهر كي تقرأ الكتب بهدوء ، وبعيداً عن ضغوطاته وعن تمنياته ، ومرت عليه هذه الإجازة كأربع سنوات ، عدّ الوقت بالدقائق والثواني ، فلما انقضت هذه الأشهر الأربعة اتصل بها ، وسمع منها كلمة اختل لها توازنه فرحاً ، قالت له : لقد أسلمت ، إذاً : حقق الهدف ، لكنها قالت كلمة ثانية، قالت : ولكنني لن أتزوجك ، لأنك بحسب ما قرأت لست مسلماً عليك أن تُصبح مسلماً حقاً كي أتزوجك .
قال تعالى :
العبادة طاعة ، طاعة طوعية ، وما من إنسان إلا ويطيع القوي طاعة قسرية ، هل تسمى الطاعة القسرية عبادة ؟ مستحيل ، طاعة طوعية ، الله عز وجل أرادنا أن نأتي إليه طائعين بمبادرة منا ، أن نأتيه محبين ،
قال تعالى :
قال تعالى :
طاعة طوعية ، لا يكفي أحياناً أن تقتنع أنك إذا نظمت وقتك ، ونمت باكراً ، واستيقظت صباحاً باكراً ، ودرست فالساعات الصباحية تعدل أضعاف ما في النهار ، فنمت باكراً وفق السنة ، واستيقظت باكراً وفق السنة ، وتبتغي أنت أن تحرز الدرجة الأولى في الامتحان ، طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، ما عبد الله من أحبه ولم يطعه ، كما أنه ما عبد الله من أطاعه ، ولم يحبه ، فالعبادة طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية .
قال بعض العلماء : العبادة غاية الخضوع وغاية الحب ، غاية الاستسلام ، فيها جانب معرفي ، وجانب سلوكي ، وجانب جمالي.
قال بعض العلماء : العبادة غاية الخضوع وغاية الحب ، غاية الاستسلام ، فيها جانب معرفي ، وجانب سلوكي ، وجانب جمالي.
الجانب السلوكي هو الأصل ، لا يمكن أن نقطف من الدين شيئاً إن لم نستقم على أمر الله ، وإذا شئت فقل : يمكن أن يضغط الدين كله بكلمة واحدة ، هي الاستقامة ، كما يمكن أن تضغط التجارة كلها بكلمة واحدة ، ألا وهي الربح ، فإن لم تربح فلست تاجراً ، وإن لم تستقم فلست ديناً .
هناك إسلام فلكلوري ، وخلفية إسلامية ، وأرضية إسلامية ، ونزعة إسلامية ، واهتمامات إسلامية ، وأقواس إسلامية ، وفي زخرفة إسلامية ، ورسم إسلامي ، وطموحات إسلامية ، وثقافة إسلامية ، وآلاف الأشياء الإسلامية ، لكنها شيء ، والإسلام شيء آخر ،
وقد قيل:
هناك إسلام فلكلوري ، وخلفية إسلامية ، وأرضية إسلامية ، ونزعة إسلامية ، واهتمامات إسلامية ، وأقواس إسلامية ، وفي زخرفة إسلامية ، ورسم إسلامي ، وطموحات إسلامية ، وثقافة إسلامية ، وآلاف الأشياء الإسلامية ، لكنها شيء ، والإسلام شيء آخر ،
وقد قيل:
إذاً : مركز الثقل ثلاثة خطوط ، طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية .
الإيمان معرفة يقينية ، لو أن أهل الأرض جميعاً كفروا ، أهل الأرض ستة آلاف مليون ، وأنت واحد منهم ، لو أن ستة آلاف مليون عدا واحد كفروا فأنت لا تكفر يقيناً ، في كل خلية في جسمك ، وفي كل قطرة ، في دمك تجد الإيمان ، الإيمان بالله موجودا وواحدا وكاملا ، الإيمان بأسماء الله الحسنى ، وصفاته الفضلى ، الإيمان باليوم الآخر ، الإيمان بالملائكة ، الإيمان بالكتب ، الإيمان بالنبيين ، الإيمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى .
أيها الإخوة ، أساسها معرفة يقينية ، لكن ما سمعت إنساناً نام مساءً استيقظ ومعه دكتوراه ، يقول لك: ثلاثا وثلاثين سنة لم أعرف الراحة ، ولم أعرف النوم ، ولم أعرف لقاء مع صديق ، ولم أعرف نزهة ، حتى أضيف إلى اسمه حرف دال ، كان يكتب اسمه من دون شيء ، صار بحرف الدال ، ثلاث وثلاثون سنة دراسة ،
الإنسان يتوهم أنه مؤمن ، متى حضرت درس علم ؟ متى قرأت كتاباً ؟ متى فكرت ماذا يأمرك الله؟ متى قلت لماذا أنا في الدنيا ؟ ما سر وجودي ، ما غاية وجودي ؟ متى تأملت؟ متى تفكرت ؟ يقول أنا مؤمن إيماني أقوى من إيمانك ، وهو غارق في المعاصي والآثام ، سبحان الله !!! كل إنسان يتحدث في الدين على مزاجه.
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
أيها الإخوة ، أساسها معرفة يقينية ، لكن ما سمعت إنساناً نام مساءً استيقظ ومعه دكتوراه ، يقول لك: ثلاثا وثلاثين سنة لم أعرف الراحة ، ولم أعرف النوم ، ولم أعرف لقاء مع صديق ، ولم أعرف نزهة ، حتى أضيف إلى اسمه حرف دال ، كان يكتب اسمه من دون شيء ، صار بحرف الدال ، ثلاث وثلاثون سنة دراسة ،
الإنسان يتوهم أنه مؤمن ، متى حضرت درس علم ؟ متى قرأت كتاباً ؟ متى فكرت ماذا يأمرك الله؟ متى قلت لماذا أنا في الدنيا ؟ ما سر وجودي ، ما غاية وجودي ؟ متى تأملت؟ متى تفكرت ؟ يقول أنا مؤمن إيماني أقوى من إيمانك ، وهو غارق في المعاصي والآثام ، سبحان الله !!! كل إنسان يتحدث في الدين على مزاجه.
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
فلذلك أيها الإخوة ، العبادة طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، تسبقها معرفة يقينية تفضي إلى سعادة أبدية ، حاجتك إلى الجمال أساسية ، أنت بحاجة إلى أن تكون سعيداً إلى أن تحيى حياة جميلة ، إلى أن تتصل بالله ، إلى أن تكون في جنة عرضها السماوات والأرض ، لذلك هؤلاء الذين استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة تحركوا بدافع من حبهم للجمال في وقت غير مناسب .
الطالب في مدرسة ، المقعد من خشب ، والزاوية قائمة ، والجو أميل للبرودة ، والوظائف كثيرة ، والسبورة ممتلئة ، والمدرس يتكلم ، هذا مكان دراسة ، هذا مكان طلب علم ، هذا مكان تحصيل ، هذا مكان تقشف ، هذا مكان أن تكون أميل إلى الجوع ، لأن البطنة تذهب الفطنة .
لو أن طالباً في الدرس أراد أن يكون له مقعد وثير كمقاعد الطائرات ، يصبح سريراً ، وأمامه المشروبات ، القهوة ، والشاي ، والموالح ، والفواكه ، وبعض الألعاب ، وراديو صغير ، وشاشة صغيرة، يريد أن يترفه ، هذا ليس مكان ترفه ، هذا مكان عمل ، لكن بعد أن تأخذ الدكتوراه تترفع ، تنشئ غرفة خاصة ، مكتبًا خاصًا ، غرفة استقبال ، غرفة نوم مريحة ، ومنظرا طبيعيا .
نحن في دار عمل ، ولسنا في دار أمل ، نحن في دار تكليف ، ولسنا في دار تشريف ، نحن في دار مسؤولية ، نحن في دار هي إعداد لدار أبدية ، يا ليتني قدمت لحياتي ، إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء ، لا تستقيم لأحد لحكمة بالغة ، ومنزل ترح لا منزل فرح ، فمن عرفها لم يفرح لرخاء ، ولم يحزن لشقاء ، لأن الرخاء مؤقت ، والشقاء مؤقت ، قد جعلها الله دار بلوى ، وجعل الآخرة دار عقبى ، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سبباً ، وجعل عطاء الآخرة من بلوى عوضا ، فيأخذ ليعطي ، ويبتلي ليجزي .
قد تتنعم ، وقد تسر ، إنْ في شراء بيتك ، أو في زواج ، أو في جلوسك مع أهلك ، لكن القصد إرضاء الله ، القصد تحقيق هدف ، إلهي أنت مقصودي ، ورضاك مطلوبي ، الله عز وجل لا يضنّ علي بالتنعم ، تتنعم دون أن تجعله هدفاً وحيداً .
مشكلة الناس اليوم أنهم يجعلون التنعم هدفاً وحيداً ، واسألوا الفلاسفة حينما تتخذ اللذة هدفاً ، فإنها تنقلب إلى ألم ، لذلك خذ من الدنيا ما شئت ، وخذ بقدرها هماً ، ومن أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه أخذ من حتفه ، وهو لا يشعر
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
الطالب في مدرسة ، المقعد من خشب ، والزاوية قائمة ، والجو أميل للبرودة ، والوظائف كثيرة ، والسبورة ممتلئة ، والمدرس يتكلم ، هذا مكان دراسة ، هذا مكان طلب علم ، هذا مكان تحصيل ، هذا مكان تقشف ، هذا مكان أن تكون أميل إلى الجوع ، لأن البطنة تذهب الفطنة .
لو أن طالباً في الدرس أراد أن يكون له مقعد وثير كمقاعد الطائرات ، يصبح سريراً ، وأمامه المشروبات ، القهوة ، والشاي ، والموالح ، والفواكه ، وبعض الألعاب ، وراديو صغير ، وشاشة صغيرة، يريد أن يترفه ، هذا ليس مكان ترفه ، هذا مكان عمل ، لكن بعد أن تأخذ الدكتوراه تترفع ، تنشئ غرفة خاصة ، مكتبًا خاصًا ، غرفة استقبال ، غرفة نوم مريحة ، ومنظرا طبيعيا .
نحن في دار عمل ، ولسنا في دار أمل ، نحن في دار تكليف ، ولسنا في دار تشريف ، نحن في دار مسؤولية ، نحن في دار هي إعداد لدار أبدية ، يا ليتني قدمت لحياتي ، إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء ، لا تستقيم لأحد لحكمة بالغة ، ومنزل ترح لا منزل فرح ، فمن عرفها لم يفرح لرخاء ، ولم يحزن لشقاء ، لأن الرخاء مؤقت ، والشقاء مؤقت ، قد جعلها الله دار بلوى ، وجعل الآخرة دار عقبى ، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سبباً ، وجعل عطاء الآخرة من بلوى عوضا ، فيأخذ ليعطي ، ويبتلي ليجزي .
قد تتنعم ، وقد تسر ، إنْ في شراء بيتك ، أو في زواج ، أو في جلوسك مع أهلك ، لكن القصد إرضاء الله ، القصد تحقيق هدف ، إلهي أنت مقصودي ، ورضاك مطلوبي ، الله عز وجل لا يضنّ علي بالتنعم ، تتنعم دون أن تجعله هدفاً وحيداً .
مشكلة الناس اليوم أنهم يجعلون التنعم هدفاً وحيداً ، واسألوا الفلاسفة حينما تتخذ اللذة هدفاً ، فإنها تنقلب إلى ألم ، لذلك خذ من الدنيا ما شئت ، وخذ بقدرها هماً ، ومن أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه أخذ من حتفه ، وهو لا يشعر
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
سأل ملك وزيره قال له : مَن الملك ؟ قال : أنت يا سيدي ، ليس هناك ملك إلا أنت ملك قال له : لا ملك الملك رجل لا نعرفه ملك ، ولا يعرفنا ملك له بيت يأويه ، وملك وزوجة ترضيه ، ورزق يكفيه ، إنه إن عرفنا جهد في إرضائنا ، وإنا إن عرفناه جهدنا في إحراجه .
العبادة طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية .
أيها الإخوة الكرام ، في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة الدليل ،
قال تعالى :
العبادة طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية .
أيها الإخوة الكرام ، في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة الدليل ،
قال تعالى :
إنها جنةٌ في الدنيا ، وذاقوا بعضها ، إنها جنة القرب ، لذلك قال بعض العلماء الشعراء :
فلو شاهدت عيناك من حسننا الذي***رأوه لمـــا وليت عنا لغيرنا
و لو سمعت أذناك حسن خطـابنا***خلعت عنا ثياب العجب وجئتنا
و لو ذقت من طـعم المحبة ذرة***عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنا
و لو نسمـت من قربنا لك نسمة***لمت غريباً واشتياقاً بقربنــا
ولو لاح من أنوارنا لك لائــح***تــركت جميع الكائنات لأجلنا
و لو سمعت أذناك حسن خطـابنا***خلعت عنا ثياب العجب وجئتنا
و لو ذقت من طـعم المحبة ذرة***عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنا
و لو نسمـت من قربنا لك نسمة***لمت غريباً واشتياقاً بقربنــا
ولو لاح من أنوارنا لك لائــح***تــركت جميع الكائنات لأجلنا
أيها الإخوة ، الحاجة إلى الجمال أساسية في الإنسان ، والدين أول ثمراته السعادة ، لذلك في قلب المؤمن من السعادة ما لم وزع على أهل بلد لكفاهم ، في قلب المؤمن من الأمن ما لو وزع على أهل بلد لطمأنهم ، في النفس فراغ لا يملؤه المال ، ولا الزواج ، ولا المرأة ، ولا المنصب ، ولا المتع ، لا يملؤه إلا الإيمان ، وهذا الذي يبحث عنه الإنسان في وقت متأخر في حياته ، وكان يتمنى أن يبحث عنه في وقت مبكر من حياته .
أيها الإخوة الكرام ، ننتقل إلى موضوع آخر ، أن العبادة تقسم إلى عبادة شعائرية وإلى عبادة تعاملية.
الصلاة : تقف تقرأ الفاتحة ، وبعض القرآن الكريم ، وترفع ، وتسجد ، وتقعد وتسلم .
الصيام : تدع الطعام والشراب من الفجر الصادق إلى غروب الشمس ، والذي منعك الله منه أيضاً .
الحج : تقصد مكة بيت الله الحرام ، وتطوف ، وتسعى ، وتقف في عرفات ، وتؤدي مناسك الحج .
الزكاة : تدفع زكاة مالك .
النطق بالشهادة : تقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، هذه عبادات شعائرية .
الصيام : تدع الطعام والشراب من الفجر الصادق إلى غروب الشمس ، والذي منعك الله منه أيضاً .
الحج : تقصد مكة بيت الله الحرام ، وتطوف ، وتسعى ، وتقف في عرفات ، وتؤدي مناسك الحج .
الزكاة : تدفع زكاة مالك .
النطق بالشهادة : تقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، هذه عبادات شعائرية .
لكن الحجم الأكبر والأخطر هو العبادات التعاملية ،
النجاشي ملك الحبشة سأل المسلمين الذين هاجروا إليه ، وفي مقدمتهم سيدنا جعفر ،
قال له : حدثني عن الإسلام ،
قال سيدنا جعفر:
النجاشي ملك الحبشة سأل المسلمين الذين هاجروا إليه ، وفي مقدمتهم سيدنا جعفر ،
قال له : حدثني عن الإسلام ،
قال سيدنا جعفر:
العبادة الشعائرية قيم أخلاقية ، أو انضباط أولاً ، وفعل للخيرات ثانياً .
العبادة التعاملية استقامة وعمل صالح ، الاستقامة سلبية ، والعمل الصالح إيجابي ،
العبادة الشعائرية أن تصلي ، وأن تصوم ، وأن تحج …
والعبادة التعاملية ألا تكذب ، وألا تأخذ ما ليس لك ، وألا تعتدي على إنسان لا مادياً ولا معنوياً ، ولا من أي نوع من أنواع الاعتداء …
العبادات التعاملية أن تكون صادقاً كفى ، بها خيانة أن تحدث أخاك بحديث هو لك به مصدق ، وأنت له به كاذب فالمؤمن لا يكذب ،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
العبادة التعاملية استقامة وعمل صالح ، الاستقامة سلبية ، والعمل الصالح إيجابي ،
العبادة الشعائرية أن تصلي ، وأن تصوم ، وأن تحج …
والعبادة التعاملية ألا تكذب ، وألا تأخذ ما ليس لك ، وألا تعتدي على إنسان لا مادياً ولا معنوياً ، ولا من أي نوع من أنواع الاعتداء …
العبادات التعاملية أن تكون صادقاً كفى ، بها خيانة أن تحدث أخاك بحديث هو لك به مصدق ، وأنت له به كاذب فالمؤمن لا يكذب ،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
حقيقة العبادة التعاملية أن تكون أميناً والأمانة ليست نسبية بل حدية بمعنى يستوي عند المؤمن التبر والتراب الليرة والمليار ليرة الحرام حرام ، المؤمن أمين ، المؤمن صادق ، المؤمن عفيف ، لا يعتدي على أعراض الآخرين ، ولا يطلق بصره في الحرام ، المؤمن رحيم ، المؤمن منصف ، المؤمن متواضع ، الإيمان مجموعة قيم أخلاقية ،
قال رسول الله :
قال رسول الله :
الإيمان هو العطاء ، وليس الأخذ ، بطولتك في أن تعطي ، لا في أن تأخذ.
حقيقة العبادة التعاملية: أن تكون مستقيماً ، أن تكون صادقاً ، أميناً ، عفيفاً ، عادلاً ، متواضعاً ، حليماً ، رحيماً ، إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ، الإيمان هو الخلق ،
وقد قيل :
حقيقة العبادة التعاملية: أن تكون مستقيماً ، أن تكون صادقاً ، أميناً ، عفيفاً ، عادلاً ، متواضعاً ، حليماً ، رحيماً ، إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ، الإيمان هو الخلق ،
وقد قيل :
لذلك سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما كان معتكفاً في مسجد رسول الله في رمضان لقي واحداً كئيباً
قال له : مالي أراك كئيباً ؟
قال : والله ديون لزمتني ما أطيق سدادها ،
قال : لمن ؟
قال : لفلان ،
فقال ابن عباس : أتحب أن أكلمه لك ؟
قال : إذا شئت ، فقام ابن عباس من معتكفه ،
لفت نظره رجل قائلا : يا ابن عباس ، أنسيت أنك معتكف ؟
قال : والله ما نسيت ، ولكنني سمعت صاحب هذا القبر ، وأشار بيده إلى قبر النبي عليه الصلاة والسلام ، والعهد به قريب ، ودمعت عيناه ،
قال له : مالي أراك كئيباً ؟
قال : والله ديون لزمتني ما أطيق سدادها ،
قال : لمن ؟
قال : لفلان ،
فقال ابن عباس : أتحب أن أكلمه لك ؟
قال : إذا شئت ، فقام ابن عباس من معتكفه ،
لفت نظره رجل قائلا : يا ابن عباس ، أنسيت أنك معتكف ؟
قال : والله ما نسيت ، ولكنني سمعت صاحب هذا القبر ، وأشار بيده إلى قبر النبي عليه الصلاة والسلام ، والعهد به قريب ، ودمعت عيناه ،
العبادات التعاملية فرض ، فرض حتمي وعلينا أن نضيف إلى عبادتنا الشعائرية العبادات التعاملية .
وأخطر ما في هذا الدرس أن العبادات الشعائرية لا تقبل ولا تصح إلا إذا صحت العبادات التعاملية ، طالبوني بالدليل ، ولولا الدليل لقال من شاء ما شاء .
قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ:
العبادات الشعائرية في أعلى درجة ولكن…
فلذلك أيها الإخوة ، الدين كله مجموع بكلمة استقامة ، وما لم نستقم يصبح الدين تراثاً ومنتجاً أرضياً، وثقافة عامة وفلكلوراً ، وعادات وتقاليد .
فلذلك أيها الإخوة ، الدين كله مجموع بكلمة استقامة ، وما لم نستقم يصبح الدين تراثاً ومنتجاً أرضياً، وثقافة عامة وفلكلوراً ، وعادات وتقاليد .
قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ:
قال عليه الصلاة والسلام :
قال تعالى :
قال عليه الصلاة والسلام :
إذاً : العبادات الشعائرية ، ومنها الصلاة والصيام ، والحج والزكاة ، والنطق بالشهادة لا تقبل ولا تصح إلا إذا صحت العبادات التعاملية .
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
هناك عبادات كقاسم مشترك بيننا جميعاً ، يجب أن نصلي جميعاً ، فالصلاةُُ هي العبادة الشعائرية الأولى ، ولا خير في دين لا صلاة فيه ، والصلاة عماد الدين ، من أقامها فقد أقام الدين ، ومن تركها فقد هدم الدين ، والصلاة سيدة القربات ، وغرة الطاعات ، ومعراج المؤمن إلى رب الأرض والسماوات .
نحن جميعاً نصلي هذه عبادة مشتركة ، بل هذا قاسم مشترك بيننا جميعاً ، جميعاً نصوم ، جميعاً نؤدي زكاة أموالنا إن بلغت أموالنا النصاب ، جميعنا يحج بيت الله الحرام إذا كان أحدُنا مستطيعاً وغنياً .
هذه الشعائرية وكذلك التعاملية من صدق وأمانة وإنصاف
الآن هناك تقسيم للعبادة بشكل آخر
نحن جميعاً نصلي هذه عبادة مشتركة ، بل هذا قاسم مشترك بيننا جميعاً ، جميعاً نصوم ، جميعاً نؤدي زكاة أموالنا إن بلغت أموالنا النصاب ، جميعنا يحج بيت الله الحرام إذا كان أحدُنا مستطيعاً وغنياً .
هذه الشعائرية وكذلك التعاملية من صدق وأمانة وإنصاف
الآن هناك تقسيم للعبادة بشكل آخر
هناك عبادات متعلقة بهويتك : مَن أنت ؟
أن تعبد الله فيما اقامك
أن تعبد الله فيما اقامك
أنت غني العبادة الأولى إنفاق المال ، وما أعطاك الله هذا المال إلا لتنفقه في سبيل الله ، إلا من أجل أن تسعد بإنفاقه في الدنيا والآخرة ، بل إلا من أجل أن تنافس العلماء ، الدليل
قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
المؤمن الغني يجب أن يعلم علم اليقين أن الله ما أعطاه هذا المال إلا ليكون عوناً له على دخول الجنة ، ولكم أيها الإخوة الكرام حقائق كثيرة بإمكان أصحاب الأموال أن يصِلوا إلى أعلى مراتب الجنة، لأن المال قوة ، المال قوام الحياة :
هذا التاجر الذي يكسب المال الحلال ، وينفقه في مصالح الناس هو عند الله مع النبيين والصديقين ، التاجر الصدوق مع النبيين و الصديقين ، لأنه كما يمكنني أن أقنعك بأفكاري يمكنني أن أملك قلبك بمالي ، لذلك العبادة الأولى لأصحاب الأموال إنفاق أموالهم ، بأموالهم يرأبون الصدع ، بأموالهم يلمون الشمل ، بأموالهم يمسحون الدموع عن وجوه اليتامى ، بأموالهم يزوجون الشباب و الشابات ، بأموالهم يهيئون البيوت للفقراء ، بأموالهم يطعمون الطعام ، بأموالهم يرعون الأيتام ، بأموالهم يعطون عطاء يملك القلوب .
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
هذا التاجر الذي يكسب المال الحلال ، وينفقه في مصالح الناس هو عند الله مع النبيين والصديقين ، التاجر الصدوق مع النبيين و الصديقين ، لأنه كما يمكنني أن أقنعك بأفكاري يمكنني أن أملك قلبك بمالي ، لذلك العبادة الأولى لأصحاب الأموال إنفاق أموالهم ، بأموالهم يرأبون الصدع ، بأموالهم يلمون الشمل ، بأموالهم يمسحون الدموع عن وجوه اليتامى ، بأموالهم يزوجون الشباب و الشابات ، بأموالهم يهيئون البيوت للفقراء ، بأموالهم يطعمون الطعام ، بأموالهم يرعون الأيتام ، بأموالهم يعطون عطاء يملك القلوب .
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
هذه واحدة ، الآية واضحة جداً ، قضية المال أيها الإخوة الكرام قد ينزلق الإنسان ، ويصبح في خدمة المال ، ويصاب بمرض بالنسبة إلى النفس كالمرض الخبيث بالنسبة إلى الجسم
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
الشح مرض ، والشحيح أيها الإخوة يعيش فقيراً ليموت غنياً ، لذلك ورد في بعض الآثار أن روح الميت ترفرف فوق النعش تقول : يا أهلي ، يا ولدي ، لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي ، جمعت المال مما حلّ وحرم ، فأنفقته في حله وفي غير حله ، فالهناء لكم ، والتبعة علي .
بل إن أندم الناس يوم القيامة رجلٌ دخل ورثته بماله الجنة ، ودخل هو بماله النار ، فالغني عبادته الأولى إنفاق المال لذلك قال الله تعالى في القرآن الكريم:
بل إن أندم الناس يوم القيامة رجلٌ دخل ورثته بماله الجنة ، ودخل هو بماله النار ، فالغني عبادته الأولى إنفاق المال لذلك قال الله تعالى في القرآن الكريم:
منأي لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة إن لم تنفقوا ، والشواهد لا تعد و لا تحصى .
أنت من ؟ أنت قوي العبادة الأولى إحقاق الحق ، إنصاف المظلوم ، أن تأخذ للضعيف من القوي ، وأن تأخذ للفقير من الغني ، وأن تأخذ للمظلوم من الظالم ، أنت بجرة قلم تصدر قراراً ، لذلك الأقوياء أحياناً يترنمون بكلمة مسؤول كبير ، ولو عرفوا معنى هذه الكلمة لارتعدت فرائصهم من هذه الكلمة ، مسؤول كبير
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
لذلك حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، القوة مسؤولية ، والمال مسؤولية .
يا أيها الإخوة الكرام وكلما علت مرتبة الإنسان اتسعت دائرة خياراته في الأعمال الصالحة .
يا أيها الإخوة الكرام وكلما علت مرتبة الإنسان اتسعت دائرة خياراته في الأعمال الصالحة .
وإن كنتِ امرأة فالعبادة الأولى أن ترعى المرأة زوجها وأولادها ، اعلمي أيتها المرأة ، و أعلمي من دونك من النساء أن حسن تبعل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله .
أضرب مثلاً دائماً وأكرره ، لأنه مناسب جداً ، امرأةٌ صلت قيام الليل ، وبكت في الصلاة ، وخشع قلبها ، وذابت محبة لربها ، وعندها خمسة أولاد ، في الساعة السادسة تعبت كثيراً فطلبت من أولادها أن يتدبروا شأنهم ، الأكل غير موجود ، الغرفة باردة ، بعض أولادها لم يكتب وظيفته ، بعض أولادها هندامه غير حسن ، بعض أولادها يحتاج ثيابه إلى إصلاح ، انطلقوا إلى المدرسة ، هذا ما كتب وظيفته ، والثاني على هندامه ملاحظة ، والثالث كتابه فيه آثار زيت من الشطيرة التي ما وضع لها كيس نايلون ، الكل أُهِينوا ، أنا أقول : هذه المرأة لو استيقظت قبل طلوع الشمس بنصف ساعة ، ودفأت الغرفة ، ووضعت الطعام ، وهيئت الشطائر لأولادها ، وراقبت وظائفهم ، راقبت هندامهم ، راقبت ثيابهم ، راقبت محفظتهم ، ودعتهم إلى أن يستقلوا السيارة ، أنا أرى أن هذه المرأة أقرب إلى الله مليون مرة من الأولى ، لأن الأولى كانت عابدة لله ، لكن الثانية عبدت ربها فيما أقامها .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أضرب مثلاً دائماً وأكرره ، لأنه مناسب جداً ، امرأةٌ صلت قيام الليل ، وبكت في الصلاة ، وخشع قلبها ، وذابت محبة لربها ، وعندها خمسة أولاد ، في الساعة السادسة تعبت كثيراً فطلبت من أولادها أن يتدبروا شأنهم ، الأكل غير موجود ، الغرفة باردة ، بعض أولادها لم يكتب وظيفته ، بعض أولادها هندامه غير حسن ، بعض أولادها يحتاج ثيابه إلى إصلاح ، انطلقوا إلى المدرسة ، هذا ما كتب وظيفته ، والثاني على هندامه ملاحظة ، والثالث كتابه فيه آثار زيت من الشطيرة التي ما وضع لها كيس نايلون ، الكل أُهِينوا ، أنا أقول : هذه المرأة لو استيقظت قبل طلوع الشمس بنصف ساعة ، ودفأت الغرفة ، ووضعت الطعام ، وهيئت الشطائر لأولادها ، وراقبت وظائفهم ، راقبت هندامهم ، راقبت ثيابهم ، راقبت محفظتهم ، ودعتهم إلى أن يستقلوا السيارة ، أنا أرى أن هذه المرأة أقرب إلى الله مليون مرة من الأولى ، لأن الأولى كانت عابدة لله ، لكن الثانية عبدت ربها فيما أقامها .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وقال:
وهي تنازع رسول الله صلى الله عليه وسلم دخول الجنة .
هذه عبادة الهوية ، لذلك يجب أن تعبد الله فيما أقامك
هذه عبادة الهوية ، لذلك يجب أن تعبد الله فيما أقامك
هناك عبادة الظرف ، إنسان له أب مريض ، وعنده بعض مجالس العلم يحضرها ، أيهما أولى أن يجلس مع أبيه ليرعاه ، ويقدم له ما يحتاج ، ويؤنسه ، أم أن يدعه ، ويهمله ، وأن يأتي إلى عبادة ثانية ؟ نقول له : لا ، هذه عبادة الظرف ، وهي مقدمة على أية عبادة عدا الفرائض طبعاً ، يجب أن ترعى أباك،
العبادة الأولى لمَن له أب مريض أن يرعى الأب المريض ،
العبادة الأولى لمن عنده ضيف أن يكرم الضيف ،
العبادة الأولى لمن ابنه في الامتحان أن يهيئ له الجو المناسب للدراسة ،
العبادة الأولى لمن يرى ابنه في ريعان الشباب والفتن مستعرة ، والدنيا ترقص العبادة الأولى أن يزوج ابنه ، هذا معنى دقيق جداً ،
لذلك أيها الإخوة ، ونحن أيضاً نتحدث عن عبادة الظرف ، وهناك قصص كثيرة مؤلمة جداً ، أن الإنسان لا يعرف الأولويات ، أبوه مريض ، ويقوم بعبادة أقلّ بكثير من ثواب تمريض أبيه ، لذلك لا يقبل الله نافلة أدت إلى ترك واجب .
فلذلك الأب النظامي الكامل هو الذي يهتم بأولاده ، وهناك آباء أبطال ، يبيع أحدهم بيتا بأرقى أحياء دمشق ، ويسكن خارج المدينة ، ويشتري خمسة بيوت بثمن بيته.
إذاً : هذه عبادة الظرف .
العبادة الأولى لمَن له أب مريض أن يرعى الأب المريض ،
العبادة الأولى لمن عنده ضيف أن يكرم الضيف ،
العبادة الأولى لمن ابنه في الامتحان أن يهيئ له الجو المناسب للدراسة ،
العبادة الأولى لمن يرى ابنه في ريعان الشباب والفتن مستعرة ، والدنيا ترقص العبادة الأولى أن يزوج ابنه ، هذا معنى دقيق جداً ،
لذلك أيها الإخوة ، ونحن أيضاً نتحدث عن عبادة الظرف ، وهناك قصص كثيرة مؤلمة جداً ، أن الإنسان لا يعرف الأولويات ، أبوه مريض ، ويقوم بعبادة أقلّ بكثير من ثواب تمريض أبيه ، لذلك لا يقبل الله نافلة أدت إلى ترك واجب .
فلذلك الأب النظامي الكامل هو الذي يهتم بأولاده ، وهناك آباء أبطال ، يبيع أحدهم بيتا بأرقى أحياء دمشق ، ويسكن خارج المدينة ، ويشتري خمسة بيوت بثمن بيته.
إذاً : هذه عبادة الظرف .
الآن عبادة الوقت ، وقت فجر ، هذا الوقت ليس وقت حسابات ، ولا غسل سيارات ، هذا وقت عبادات ، هذا وقت قراءة القرآن ، هذا وقت الصلوات ، هذا وقت الأذكار ،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
عبادة الوقت ؛ أن تعطي لكل وقت حقه ، إن لله عملاً في الليل لا يقبله في النهار ، وإن لله عملاً في النهار لا يقبله بالليل .
دقق ، هذا وقت عمل ، أخوك أعبد منك ، لأنه يكسب المال الحلال ، وينفقه على مَن يلوذ به .
إن لله عملاً بالليل لا يقبله في النهار ، وإن لله عملاً في النهار لا يقبله في الليل .
إن لله عملاً بالليل لا يقبله في النهار ، وإن لله عملاً في النهار لا يقبله في الليل .
السؤال المهم ، لماذا فرض الله علينا عبادته وطاعته وهو الغني عنا ؟ إنه تبارك اسمه لا تنفعه عبادة من عبده ، ولا يضره إعراض من صد عنه ، ولا يزيد في ملكه حمد الحامدين ، ولا ينقصه جحود الجاحدين، هو الغني ونحن الفقراء إليه ، هو الودود الكريم والبر الرحيم ، لا يأمرنا إلا بما فيه خيرنا وصلاحنا .
أيها الأخوة المؤمنون إذا انتقلنا من تعريف العبادة إلى غاياتها العظيمة ، وأهدافها النبيلة نجد :
أيها الأخوة المؤمنون إذا انتقلنا من تعريف العبادة إلى غاياتها العظيمة ، وأهدافها النبيلة نجد :
العبادة غذاء النفس ، فكما أن الجسم غذاؤه الطعام والشراب فالنفس التي بين جنبيك غذاؤها العبادة ، فليس الإنسان هو الغلاف المادي الذي نحسه ونراه ، ولكن حقيقة الإنسان هو ذلك الجوهر النفيس الذي صار به سيد المخلوقات ، هذا الجوهر الذي يحيى ويسعد بذكر الله والإقبال عليه ، ويهلك ويشقى بالغفلة والبعد عنه ،
قال تعالى :
قال تعالى :
أيها الأخوة الكرام ، إن القلب الإنساني دائم الشعور بالحاجة إلى الله ، وهو شعور أصيل لا يملأ فراغه شيء في الوجود إلا حسن الصلة برب الوجود ، وهذا هو جوهر العبادة.
العبودية الحقة لله سبيل إلى الحرية الحقيقية ، إن العبودية الخالصة لله جل جلاله هي عين الحرية ، وسبيل السيادة الحقيقية ، فهي وحدها تعتق القلب من رق المخلوقين، وتحرره من الذل والخضوع لكل ما سوى الله من أنواع الآلة والطواغيت التي تستعبد الناس وتسترقهم أشد ما يكون الاسترقاق والاستعباد ، ذلك أن في قلب الإنسان حاجة ذاتية إلى رب، إلى إله ، إلى معبود يتعلق به ، ويسعى إليه ، ويعمل على رضاه ، ويلتجئ إليه ، ويلوذ بحماه، لأن الإنسان خلق ضعيفاً ، ليفتقر في ضعفه فيسعد في افتقاره ، ولو خلق قوياً لاستغنى بقوته ، فشقي في استغنائه ، فإذا لم يكن هذا المعبود هو الله الواحد الأحد تخبط في عبادة آلهة شتى وأرباب أخر مما يرى ومما لا يرى ، ممن يعقل ومما لا يعقل ، مما هو موجود وما ليس بموجود إلا في الوهم والخيال ،
يقول أحد العلماء :
يقول أحد العلماء :
من أهداف العبادَة العبادة ابتلاء إلهي ، فالحياة الدنيا التي نحياها طالت أو قصرت ليست هي الغاية ، ولا إليها المنتهى ، إنها حياة دنيا فانية ، جعلها الله إعداداً لحياة عليا باقية ، وشاءت حكمة الله جل جلاله أن يركب في الإنسان عناصر مزدوجة ، بعضها يسمو به ، وبعضها يهوي به ، ففيه العقل والإرادة ، وفيه الغريزة والشهوة ، والحظوظ التي منحه الله إياها كالمال ، والجمال ، والقوة ، والذكاء حيادية ، يمكن أن يجعلها الإنسان سلماً يرقى بها ، ويمكن أن يجعلها دركاتٍ يهوي بها ، تسعده أو تشقيه ، تكون سبباً لدخوله الجنة أو سبباً لدخوله النار ، لقد أودعت فيه ، ومنح نعمة العقل والإرادة ، ثم رُسِم له منهجٌ من عند خالقه كُلف أن يسير عليه ، وأن يطبق تفاصيله ، فإما أن يُحَكِّم عقله ، ويستعمل إرادته ، فيطبق منهج ربه ، فيسعد في الدنيا والآخرة ، وإما أن يحكم غريزته ، ويستجيب لشهوته ، فيعرض عن منهج ربه ، فيشقى في الدنيا والآخرة ،
قال تعالى :
قال تعالى :
وقال :
العبادة حق الله على عباده ،
عن معاذ بن جبل قال:
عن معاذ بن جبل قال:
وقد ورد في الأثر القدسي :
ليس بمستَنكَرٍ أن يكون لله علينا حق عبادته وحده ، بل المستنكر أن يكون غير هذا ، المستنكر أن نعبد ما دون الله ، أو من دون الله فنؤدي الحق لغير أهله ، إننا لم نكن شيئاً مذكوراً ، خرجنا من ظلمة العدم إلى نور الوجود ، ثم كنا نوعاً مكرماً من الخليقة ، خُلقنا في أحسن تقويم ، وصورنا في أحسن صورة ، علمنا البيان ، أوتينا العقل والإرادة ، سخرت الكائنات لخدمتنا ، فالعبادة نوع من الخضوع لا يستحقه إلا المنعم بأعلى أنواع النعم ، كنعمة الحياة والرزق والهداية ، وأقل القليل من العبادة أكبر من أن يستحقه أي مخلوق كائناً من كان ، لذلك لا يستحق العبادة إلا الله ، العبادة حق الله على عباده .
العبادة طلب للجنة ونجاة من النار ، لا يضير العابد ولا يقلل من قيمة عبادته أن تكون عبادته طلباً لثوابه ، وخوفاً من عقابه ، طلباً لجنته ، وهرباً من ناره ، لقد وصف الله تعالى صفوته من خلقه ، وصف الأنبياء والرسل والصديقين والصالحين بأنهم يرجون رحمته ويخافون عذابه ، ولو لم يكن هذا مطلوباً لما وصف الله الجنة للعباد ، وزينها لهم ، وأخبرهم عن تفاصيل لا تصل إليها عقولهم منها ، ولما وصف لهم النار وخوفهم منها ، وأخبرهم عن تفاصيل لا تصل إليه عقولهم منها ، والحقيقة أن الجنة ليست اسماً لمجرد الأشجار ، والفواكه ، والثمار ، والطعام ، والشراب ، والحور العين ، والأنهار ، والقصور ، بل هي اسم لدار النعيم المطلق الكامل ، ومن أعظم نعيم الجنة النظر إلى وجه الله الكريم ، وسماع كلامه ، وقرة العين بالقرب منه وبرضوانه ، فأيسر اليسير من رضوانه ، والنظر إلى وجهه الكريم أكبر من الجنان وما فيها ،
قال تعالى في القرآن الكريم :
قال تعالى في القرآن الكريم :
وقال :
عبادة المؤمن لربه نوع من الأخلاق ، لأنها من باب الوفاء لله عز وجل والشكر لنعمه ، والاعتراف بالجميل والتوقير لمن هو أهل للتوقير والتعظيم ، وكلها من مكارم الأخلاق عند الفضلاء من الناس ، لذلك نجد القرآن الكريم يعقب على أوصاف المؤمنين القانتين المطيعين
قال تعالى في القرآن الكريم :
قال تعالى في القرآن الكريم :
وقال :
وقال :
لأن أعلى مراتب الصدق أن يكون الإنسان صادقاً مع الله ، شاكراً لأنعمه ، وفياً له بخدمة خلقه ، أخلاق المؤمن لون من عبادته لربه ، أخلاقه أخلاق ربانية ، باعثها الإيمان بالله ، وحاديها الرجاء في جنته ، وغرضها رضوان الله ومثوبته ، فهو يصدق الحديث ، ويؤدي الأمانة ، ويفي بالعهد ، وينجز الوعد ، ويغيث اللهفان ، ويعين الضعيف ، ويرحم الصغير ، ويوقر الكبير ، ويصبر في البأساء والضراء وحين البأس .
قال تعالى في القرآن الكريم :
قال تعالى في القرآن الكريم :
أخلاق المؤمن عبادة من زاوية أخرى ، وهو أن مقياسه في الفضيلة والرذيلة هو أمر الله ونهيه ، فالضمير وحده ليس بمعصوم ، وكم من أفراد وجماعات رضيت ضمائرهم بقبائح الأعمال ، والعقل وحده ليس بمأمون ، لأنه محدود بالبيئة والظروف ومتأثر بالأهواء والنزعات ، والعرف وحده لا ثبات له ولا عموم ، لأنه يتغير من جيل إلى جيل ، وفي الجيل الواحد ، ومن بلد إلى بلد ، وفي البلد الواحد ، من إقليم إلى إقليم ، لذلك التجأ المؤمن إلى المصدر المعصوم المأمون ، الذي لا يضل ولا ينسى ، ولا يتأثر ولا يجور ، ذلك هو حكم الله ، ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون .
العبادة هي الأداة الوحيدة لتربية الضمير ، أو هي السبب الوحيد لمكارم الأخلاق الأصيلة التي لا تنبع من المصالح ولا تتأثر بها ، فالله جل جلاله أهل الخير والحق والجمال ، والإنسان من خلال عبادته واتصاله بربه يشتق من مكارم الأخلاق ما يتناسب مع حجم استقامته ، وعمله الصالح ، وإخلاصه ، وصدقه ، فأشد البشر اتصالاً بربه أعلاهم خلقاً خلقاً ومنزلةً .
قال تعالى في القرآن الكريم :
قال تعالى في القرآن الكريم :
وقال:
لذلك ممكن أن يقوم الإنسان فلا يُجعل لعبادته وزنٌ في تقويمه وتقديره ، وهذا ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم وتنبأ به حينما قال :
لا يعبد إلا الله وحده ، إن توحيد الله وعبادته هي مضمون الرسالات السماوية كلها ،
قال تعالى :
قال تعالى :
بل إن سر الإسلام على سعة تعاليمه يتجلى في دستوره الخالد ، الذي هو القرآن الكريم ، وسر هذا الدستور يتركز في فاتحته أم القرآن الكريم ، والسبع المثاني ، وسر هذه الفاتحة يتلخص في هذه الكريمة :
أي لا نعبد أحداً غيرك ، ولا نستعين بكائنٍ سواك ، فالعبادة نوع من الخضوع لا يستحقه إلا المنعم ، لذلك يعد الشرك هواناً لا يليق بكرامة الإنسان ، وأي هوان يصيب الإنسان حينما يعبد ما سخر له ، من حجر ، ومدر ، وشمس ، وقمر ، وجن ، وبشر ، كيف يسجد الإنسان لها وهي له مسخرة وفي مصلحته وخدمته مذللة ؟ كيف يسجد لها وقد سجد له الملائكة بأمر الله تحية له واحتفاءً به ؟ وقد سد الإسلام كل ذريعة تفضي إلى الشرك
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم :
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم :
وروى الطبراني أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين فقال بعضهم :
لا وسطاء بين الله وخلقه ، بالمعاني المستنبطة من الممارسات الخاطئة.
اعتقاد الناس في الله يقوم على حقيقتين : أنه تعالى فوق عباده علواً ، وقهراً ، وسلطاناً ، وتصرفاً ، لا يشبهه شيء ، ولا يحكم عليه شيء ، ولا يقع في ملكه إلا ما يريد ، وهو القاهر فوق عباده ، وهو الحكيم الخبير ، ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير ، والخلق جميعاً عبيد في قبضته ، لا يملكون لأنفسهم فضلاً عن غيرهم ضراً ولا نفعاً ، ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً ، وهو مع عظمته وعلو شأنه قريب من خلقه ، بل هو معهم أينما كانوا ، في جلوتهم ، وفي خلوتهم ، يسمع ، ويرى ، ويرعى ، ويهدي ، ويعطي من سأله ، ويجيب من دعاه ، هو تعالى قريب في علوه ، عليٌّ في دنوه ، قد جمع الله تعالى بين العظمة والعلو ، وبين القرب والدنو في آية واحدة ،
قال تعالى :
اعتقاد الناس في الله يقوم على حقيقتين : أنه تعالى فوق عباده علواً ، وقهراً ، وسلطاناً ، وتصرفاً ، لا يشبهه شيء ، ولا يحكم عليه شيء ، ولا يقع في ملكه إلا ما يريد ، وهو القاهر فوق عباده ، وهو الحكيم الخبير ، ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير ، والخلق جميعاً عبيد في قبضته ، لا يملكون لأنفسهم فضلاً عن غيرهم ضراً ولا نفعاً ، ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً ، وهو مع عظمته وعلو شأنه قريب من خلقه ، بل هو معهم أينما كانوا ، في جلوتهم ، وفي خلوتهم ، يسمع ، ويرى ، ويرعى ، ويهدي ، ويعطي من سأله ، ويجيب من دعاه ، هو تعالى قريب في علوه ، عليٌّ في دنوه ، قد جمع الله تعالى بين العظمة والعلو ، وبين القرب والدنو في آية واحدة ،
قال تعالى :
والله أجل وأعلى من أن يكون له وسطاء بينه وبين خلقه ، يعلمونه من أمر الناس ما لم يكن يعلم ، ويوجهون إرادته إلى ما لم يكن يريد ، وهو سبحانه وتعالى أكرم وأجل من أن يدع رحمته وجنته بأيدي أناس يوزعونها بالأسهم والقراريط ، فله وحده الخلق والأمر ، وله وحده الملك ، وله وحده العقوبة والعفو، وهو على كل شيء قدير .
العبادة المقبولة عند الله تعالى ليست هي الشبع الخالي من الروح ، إنما تصاحبها النية الصادقة ، ويسري فيها روح الإخلاص سريان العصارة في الشجرة النضرة ، فتؤتي في النفس أكلها ، وتثمر في الخلق والسلوك ثمرتها ،
روى الطبراني عن أحد الصحابة قال : كان فينا رجل خطب امرأةً يقال لها أم قيس ، فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر إلى المدينة ، فهاجر إلى المدينة وتزوجها ، فكنا نسميه مهاجر أم قيس ، قال عليه الصلاة والسلام :
روى الطبراني عن أحد الصحابة قال : كان فينا رجل خطب امرأةً يقال لها أم قيس ، فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر إلى المدينة ، فهاجر إلى المدينة وتزوجها ، فكنا نسميه مهاجر أم قيس ، قال عليه الصلاة والسلام :
اللهم إنا نعوذ بك أن نقول قولاً فيه رضاك نلتمس به أحداً سواك .
لا يكفي أن يقصد الإنسان بعبادته وجه الله وحده وألاّ يتجه إلى أحد غيره ، بل لا بد أن تكون عبادة الله بالصورة التي شرعها الله وبالطريقة التي ارتضاها ،
قال تعالى :
قال تعالى :
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الله وحده هو المشرع ، والنبي وحده هو المبلغ ونحن المتبعون ، وفي الإتباع الخير كله ،
قال تعالى :
قال تعالى :
في أول خطبة خطبها سيدنا الصديق رضي الله عنه قال :
إننا نقرأ القرآن الكريم فنجد صورةً تفصيلية للشخصية المؤمنة :
انظر أيها الأخ الكريم كيف جعل الله أول أوصاف المؤمنين الخشوع في الصلاة ، وآخر أوصافهم المحافظة عليها ، وصفهم بفعل الزكاة ، وهي عبادة مع الفضائل الخلقية الأخرى ، إعراضهم عن اللغو ، عفتهم ، حفظهم للأمانة ، رعايتهم للعهد .