بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة نتحدث اليوم عن الجانب الإنساني في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم.
الذي لا تفلت من قلبه الذكي شاردة من آلام الناس وآمالهم إلا لباها و رعاها ، وأعطاها من ذات نفسه كل اهتمام وتأييد،
الذي يكتب إلى ملوك الأرض طالباً إليهم أن ينبذوا غرورهم الباطل ، ثم يصغي في حفاوة ورضىً إلى أعرابي حافي القدمين يقول في جهالة : “اعدل يا محمد ، فليس المال مالك ، ولا مال أبيك ” ،
العابد الأواب الذي يقف في صلاته ، يتلو سورةً طويلةً من القرآن في انتشاء وغبطة لا يقايض عليها بملء الأرض تيجاناً وذهباً ، ثم لا يلبث أن يسمع بكاء طفل رضيع كانت أمه تصلي خلفه في المسجد فيضحي بغبطته الكبرى ، وحبوره الجياش ، وينهي صلاته على عجل رحمة بالرضيع الذي كان يبكي، وينادي أمه ببكائه .
الإنسان الذي وقف أمامه جميع الذين شنوا عليه الحرب والبغضاء ، وقفوا أمامه صاغرين ، ومثّلوا بجثمان عمه الشهيد حمزة ، ومضغوا كبده في وحشية ضارية، فيقول لهم ، وهو قادر على أن يهلكهم :
الإنسان الذي يجمع الحطب لأصحابه في بعض أسفارهم ، ليستوقدوه ناراً تنضج لهم الطعام ، ويرفض أن يتميز عليهم .
نرى فيه الإنسان الذي يحلب شاته ، ويخيط ثوبه ، ويخصف نعله .
نرى فيه الإنسان الذي يحلب شاته ، ويخيط ثوبه ، ويخصف نعله .
الإنسان الذي يرتجف حين يبصر دابةً تحمل على ظهرها أكثر مما تطيق .
الإنسان ، وهو في أعلى درجات قوته ، يقف بين الناس خطيباً
فيقول :
فيقول :
أيها الأخوة الأكارم من ومضات رحمته صلى الله عليه وسلم
قال عن نفسه :
قال عن نفسه :
وقد روى عن ربه في الحديث القدسي :
وبين صلى الله عليه وسلم أن الراحمين يرحمهم الله ، وأرشد المؤمنين إلى التزام الرحمة فقال لهم :
وبيّن أيضاً أن الرحمة خير من الإفراط في العبادة ، فقد خرج صلى الله عليه وسلم عام الفتح إلى مكة في رمضان ، حتى بلغ موضعاً يدعى كراع الغميم فصام ، وصام الناس ، ولما رأى بعض الناس قد شقّ عليهم الصيام بسبب وعثاء السفر دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ، ثم شرب ، ولما قيل له : إن بعض الناس لا يزال صائماً ، قال:
رجل يسرع الخطا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يغشاه الفرح الكبير ، تغمره الفرحة العارمة ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة معه ، وعلى الجهاد في سبيل الله تحت رايته ،
يقول له : ” يا رسول الله جئت أبايعك على الهجرة والجهاد ، وتركت أبواي يبكيان ”
فيقول له عليه الصلاة والسلام :
يقول له : ” يا رسول الله جئت أبايعك على الهجرة والجهاد ، وتركت أبواي يبكيان ”
فيقول له عليه الصلاة والسلام :
إن بسمة تعلو شفتي أبٍ حنون ، وتكسو وجه أمٍ متلهفة ، لا تقّدر عند محمد صلى الله عليه وسلم بثمن، حتى حينما يكون الثمن جهاداً في سبيل الله ، يثبت دعوته ، وينشر في الآفاق البعيدة رايته ، وحينما تتم العبادة على حساب رحمة الوالدين تتحول إلى عقوق ، والنبي صلى الله عليه وسلم يركز على الرحمة تركيزاً شديداً.
هؤلاء المساكين الذين تسوقهم ضرورات العيش إلى الدين ، ثم تعجزهم ضحالة الدخل عن السداد ، فيعانون من أجل الديون همّ الليل وذلّ النهار ، هؤلاء يأسو جراحهم النبي صلى الله عليه وسلم ، إنه لا يملك أن يقول للدائن : تنازل عن حقك ، فمحمد صلى الله عليه وسلم خير من يصون الحقوق ، لكنه يهب الدائن شفاعته ، وقلبه ، وحبه إذا هو أرجأ مدينه ، وصبر عليه حتى تحين ساعة فرج قريب ،
فقال عليه الصلاة والسلام :
فقال عليه الصلاة والسلام :
وقال عليه الصلاة والسلام أيضاً :
ويجعل النبي صلى الله عليه وسلم الرحمة فوق الفضائل الإنسانية كلها ، فيجعل كل عمل رحيم عبادةً من أزكى العبادات ، فعند النبي صلى الله عليه وسلم أن أعمالنا الرحيمة التي نسديها للآخرين إنما يراها الله قُربات توجه إليه ذاته ، فإذا زرت مريضاً فأنت إنما تزور الله ، وإذا أطعمت جائعاً فكأنما تطعم الله ،
يقول عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه :
يقول عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه :
ويصور النبي صلى الله عليه وسلم رحمة الله بصورة باهرة أخَّاذة
رأى الرسول أماً تضم طفلها إلى صدرها في حنان بالغ ، ورحمة بالغة ، فالتفت إلى أصحابه وقال لهم:
رأى الرسول أماً تضم طفلها إلى صدرها في حنان بالغ ، ورحمة بالغة ، فالتفت إلى أصحابه وقال لهم:
أيها الأخوة الكرام ،
ذات يوم تقدم منه أعرابي في غلظة وجفوة ، وسأله مزيداً من العطاء ،
وقال : اعدل يا محمد ، ويبتسم عليه الصلاة والسلام ،
ويقول له الرسول صلى الله عليه وسلم:
ذات يوم تقدم منه أعرابي في غلظة وجفوة ، وسأله مزيداً من العطاء ،
وقال : اعدل يا محمد ، ويبتسم عليه الصلاة والسلام ،
ويقول له الرسول صلى الله عليه وسلم:
أيها الأخوة الكرام إن الطمأنينة التي دفعت هذا الأعرابي إلى هذا الموقف المسرف في الجرأة ، هذه الطمأنينة وحدها تصور عدل محمد صلى الله عليه وسلم ، فما كان هذا الأعرابي قادراً على أن يقول مقالته تلك لو كان محمد صلى الله عليه وسلم أقام بينه وبين الناس حجباً ، وبث في نفوسهم الخشية والرهبة ، لكن هذا النبي الكريم حطم كل معالم التمايز بينه وبين الناس ،
وحينما دخل عليه رجل غريب يختلج ، بل يرتجف من هيبته ، استدناه وربت على كتفه في حنان وفرط تواضع ، وقال له قولته الشهيرة :
وحينما دخل عليه رجل غريب يختلج ، بل يرتجف من هيبته ، استدناه وربت على كتفه في حنان وفرط تواضع ، وقال له قولته الشهيرة :
لقد هيأه تفوقه صلى الله عليه وسلم ليكون واحداً فوق الناس ، فعاش واحداً بين الناس ،
يسأله أعرابي يوماً ، في بداوة جافة ، يا محمد هل هذا المال مال الله أم مال أبيك ؟ ويبتدره عمر يريد أن يؤنبه ، فيقول عليه الصلاة والسلام :
يسأله أعرابي يوماً ، في بداوة جافة ، يا محمد هل هذا المال مال الله أم مال أبيك ؟ ويبتدره عمر يريد أن يؤنبه ، فيقول عليه الصلاة والسلام :
أيها الأخوة الأكارم ، إلى ومضات من محبته صلى الله عليه وسلم .
محمد صلى الله عليه وسلم محب ودود ، أطاع الله كثيراً ، لأنه أحبه كثيراً ، بر الناس كثيراً ، لأنه أحبهم كثيراً ، أحبّ عظائم الأمور ، وترك سفسافها ودنيها ، أحبّ عظائم الأمور ،
محمد صلى الله عليه وسلم محب ودود ، أطاع الله كثيراً ، لأنه أحبه كثيراً ، بر الناس كثيراً ، لأنه أحبهم كثيراً ، أحبّ عظائم الأمور ، وترك سفسافها ودنيها ، أحبّ عظائم الأمور ،
ومارس العبادات في شغف عظيم ممارسة محب مفطور ، لا ممارسة مكلف مأمور ، لقد سجد ، وأطال السجود ، وسُمع وجيبُ قلبه ، ونشيج تضرعه وبكائه ، لأنه في غمرة شوق جارف ، ومحبة أخَّاذة،
كان ينتظر الصلاة على شوق ، فإذا دخل وقتها قال :
كان ينتظر الصلاة على شوق ، فإذا دخل وقتها قال :
أرحنا بها لا أرحنا منها ، وهذا هو الفرق بين الحب والواجب .
ذات يوم كان في الطائف يدعو قومها إلى الله ، فقابلوه بالتكذيب والسخرية والإيذاء ، أغروا به سفهاءهم ، ألجؤوه إلى حائط ، رفع رأسه إلى السماء ، وناجى ربه فقال :
أي إنه لا يخشى العذاب والألم إلا إذا كان تعبيراً عن تخلي الله عنه .
ثم أدرك صلى الله عليه وسلم أنه لا ينبغي للمحب الصادق أن يشغله استعذاب التضحية عن رجاء العافية ، فيستدرك ويقول : لكن عافيتك هي أوسع لي .
أيها الأخوة الأكارم ،
ذات يوم أقبل على محمد صلى الله عليه وسلم رجلاً فظاً غليظاً ، لم يكن قد رآه من قبل ، غير أنه سمع أن محمداً يسب آلهة قريش والقبائل كلها ، فحمل سيفه ، وأقسم بالله ليُسَوِّيَنَّ حسابه مع محمد ، ودخل عليه ، وبدأ حديثه عاصفاً مزمجراً ، والنبي صلى الله عليه وسلم يبتسم ، وتنطلق مع بسماته أطياف نور آسر ، وما هي إلا لحظات حتى انقلب المَغِيظُ المتجهم محباً يكاد من فرط الوجد والحياء يذوب ، وانكفأ على يدي محمد صلى الله عليه وسلم يقبلهما ودموعه تنحدر غزيرةً ، ولما أفاق قال: يا محمد والله لقد سعيت إليك وما على وجه الأرض أبغض إلي منك ، وإني لذاهب عنك وما على وجه الأرض أحب إلي منك .
ما الذي حدث ؟ لقد أحب محمد الرجل من كل قلبه ، فخرّ جبروت هذا الرجل صريع حب وديع ، قلب محمد صلى الله عليه وسلم مفتوح دائماً لكل الناس ، الأصدقاء والأعداء ، وحينما اقترب الرجل من رسول الله صلى الله عليه وسلم مسَّته شعاعة من فيض قلبه الكبير ..! معذورة قريش حينما لم تدرك هذا السر ، فقالت : إن محمداً لساحر .
ثم أدرك صلى الله عليه وسلم أنه لا ينبغي للمحب الصادق أن يشغله استعذاب التضحية عن رجاء العافية ، فيستدرك ويقول : لكن عافيتك هي أوسع لي .
أيها الأخوة الأكارم ،
ذات يوم أقبل على محمد صلى الله عليه وسلم رجلاً فظاً غليظاً ، لم يكن قد رآه من قبل ، غير أنه سمع أن محمداً يسب آلهة قريش والقبائل كلها ، فحمل سيفه ، وأقسم بالله ليُسَوِّيَنَّ حسابه مع محمد ، ودخل عليه ، وبدأ حديثه عاصفاً مزمجراً ، والنبي صلى الله عليه وسلم يبتسم ، وتنطلق مع بسماته أطياف نور آسر ، وما هي إلا لحظات حتى انقلب المَغِيظُ المتجهم محباً يكاد من فرط الوجد والحياء يذوب ، وانكفأ على يدي محمد صلى الله عليه وسلم يقبلهما ودموعه تنحدر غزيرةً ، ولما أفاق قال: يا محمد والله لقد سعيت إليك وما على وجه الأرض أبغض إلي منك ، وإني لذاهب عنك وما على وجه الأرض أحب إلي منك .
ما الذي حدث ؟ لقد أحب محمد الرجل من كل قلبه ، فخرّ جبروت هذا الرجل صريع حب وديع ، قلب محمد صلى الله عليه وسلم مفتوح دائماً لكل الناس ، الأصدقاء والأعداء ، وحينما اقترب الرجل من رسول الله صلى الله عليه وسلم مسَّته شعاعة من فيض قلبه الكبير ..! معذورة قريش حينما لم تدرك هذا السر ، فقالت : إن محمداً لساحر .
أيها الأخوة الكرام ، من توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم في الحب والود :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وقال أيضاً:
وقال أيضاً:
وقال أيضاً:
وقال أيضاً:
وقال أيضاً:
وقال أيضاً:
وقال أيضاً:
وقال أيضاً:
أيها الأخوة الأكارم في دنيا العروبة والإسلام ، إلى ومضات من حرصه على أصحابه .
كان من بين أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام صحابي جليل هو عثمان بن مظعون ، وكان عثمان متبتلاً غير مشفق على نفسه ، حتى لقد همّ ذات يوم أن يتخلص كلياً من نداء غريزته ،
وذات يوم دخلت زوجته على السيدة عائشة رضي الله عنه ، فوجدتها عائشة رثَّة الهيئة مكتئبة ، فسألتها عن أمرها ،
فقالت : إن زوجي عثمان صوام قوام، أي يصوم النهار ، ويقوم الليل ،
فأخبرت السيدة عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم بحال هذه المرأة ، امرأة عثمان بن مظعون فالتقى النبي عليه الصلاة والسلام بعثمان
وقال له : يا عثمان، أما لك بي من أسوة ؟
قال عثمان : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، ماذا فعلت ؟
قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : تصوم النهار وتقوم الليل ؟
قال عثمان : إني لأفعل ،
قال الرسول الكريم:
كان من بين أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام صحابي جليل هو عثمان بن مظعون ، وكان عثمان متبتلاً غير مشفق على نفسه ، حتى لقد همّ ذات يوم أن يتخلص كلياً من نداء غريزته ،
وذات يوم دخلت زوجته على السيدة عائشة رضي الله عنه ، فوجدتها عائشة رثَّة الهيئة مكتئبة ، فسألتها عن أمرها ،
فقالت : إن زوجي عثمان صوام قوام، أي يصوم النهار ، ويقوم الليل ،
فأخبرت السيدة عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم بحال هذه المرأة ، امرأة عثمان بن مظعون فالتقى النبي عليه الصلاة والسلام بعثمان
وقال له : يا عثمان، أما لك بي من أسوة ؟
قال عثمان : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، ماذا فعلت ؟
قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : تصوم النهار وتقوم الليل ؟
قال عثمان : إني لأفعل ،
قال الرسول الكريم:
وفي صبيحة اليوم التالي ذهبت زوجة عثمان إلى بيت النبوة عطرة نضرة ، كأنها عروس ، واجتمع حولها النسوة اللاتي كانت تجلس بينهن بالأمس رثة بائسة ، وأخذن يتعجبن من فرط ما طرأ عليها من بهاء وزينة ،
قلن لها : ما هذا يا زوج بن مظعون ؟
قالت وهي مغتبطة : أصابنا ما أصاب الناس .
إنسانية النبي عليه الصلاة والسلام لم تحتمل حال زوجة يؤرقها هجر زوجها ، فذكَّر زوجها بما لها عليه من حق ،
كان عليه الصلاة والسلام أحرص الخلق على الخلق ،
فمن أقواله المؤكدة لهذه الحقيقة :
قلن لها : ما هذا يا زوج بن مظعون ؟
قالت وهي مغتبطة : أصابنا ما أصاب الناس .
إنسانية النبي عليه الصلاة والسلام لم تحتمل حال زوجة يؤرقها هجر زوجها ، فذكَّر زوجها بما لها عليه من حق ،
كان عليه الصلاة والسلام أحرص الخلق على الخلق ،
فمن أقواله المؤكدة لهذه الحقيقة :
سئل صلى الله عليه وسلم :
وقال صلى الله عليه وسلم :
ويقول أيضاً :
ويقول أيضاً :
ويقول أيضاً :
ويقول أيضاً :
أيها الأخوة الأكارم ، إن النبي صلى الله عليه وسلم في نظر المنصفين من خصومة الإنسان الأول من بين المئة الأوائل في تاريخ البشرية كلها ، من حيث قوة التأثير ، ومن حيث نوع التأثير ، ومن حيث امتداد أمد التأثير ، ومن حيث اتساع رقعة التأثير .